إخراج الصدقة.. بين السر والعلانية! (الجزء الأول)

تاريخ النشر الأصلي 2018-12-12 15:04:21.

قال ابن القيم في (الوابل الصيب) في بيان شأن الصدقة وأثرها: فإن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به، لأنهم جربوه…

(مقتطف من المقال)

إعداد/ فريق التحرير

الصدقة

الصدقة عمل تطوعي مسنون يختلف عن الزكاة المفروضة.. والتي حدد الشرع لها قِيما محددة في صورة نصابات واضحة.. ووضع لها شروطا دقيقة.

الصدقة عمل تطوعي مسنون يختلف عن الزكاة المفروضة.. والتي حدد الشرع لها قِيما محددة في صورة نصابات واضحة.. ووضع لها شروطا دقيقة.

الآيات والأحاديث الدالة على فضل الصدقة

قال الله تعالى: “قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ” (إبراهيم:31).

ويقول جل وعلا: “وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ…” (البقرة:195).. وقال سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم” (البقرة:254). وقال سبحانه: “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ” (البقرة:267).. وقال سبحانه: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (التغابن:16). ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) (في الصحيحين).

فوائد الصدقة وأسرارها

1-للصدقة خصوصاً أثر عظيم في جلب الخير ودفع الشر، قال ابن القيم في (الوابل الصيب) في بيان شأن الصدقة وأثرها: فإن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به، لأنهم جربوه.

2-أنّها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى) (صحيح الترغيب).

3- أنّها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار) (صحيح الترغيب).

4-أنّ في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة). يقول ابن شقيق: “سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ. صحيح الترغيب.

5- إنّ فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: (إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم) رواه أحمد.

6-أنّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا) (في الصحيحين).

7-أنّ صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (ما نقصت صدقة من مال) ( صحيح مسلم).

أنواع الصدقات

فصَّل بعض أهل العلم في أنواع الصدقات فقالوا أنها:

*صدقة المال:

وهي بذله لمستحقّيه من المحتاجين، وفي سبيل البر عموماً وما هو من المندوب منه .

*صدقة الجاه:

وهي من الصَّدقات المعنوية وتسمى أيضاً صدقة الشفاعة. وهي واجبة على من يملك مكانة أو منزلة في المجتمع بحيث يستخدم تلك المكانة في قضاء وحل مشاكل المحتاجين من المؤمنين.. وروي عن رسول الله (ص) أنه قال: (أفضل الصدقة صدقة اللسان) قيل يا رسول الله وما صدقة اللسان؟ قال: (الشفاعة تفك بها الأسير، وتحقن بها الدماء، وتجر بها المعروف إلى أخيك، وتدفع بها الكريهة) .

* صدقة الرأي والمشورة:

هي تقديم الرأي السديد لمن يملك نوعاً من هذه الخواص من رجاحةٍ في العقل والحكمة، لمن يحتاجه في تسهيل وتيسير أمورهم على الوجه القويم والسليم.. وعن النبي (ص) قال: (تصدقوا على أخيكم بعلم يرشده ورأي يسدده) .

*صدقة اللسان:

هي استغلال أصحاب المنطق والبيان، ومن يملك مميزات تمكنه من السعي بين الناس في الإصلاح بينهم، وإطفاء نار الفتنة في المجتمع .

*صدقة العلم:

وهي بذله لأهله ونشره على مستحقه.. وعن النبي (ص) قال : (من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم ويعلمه الناس) .

ومع ما للصدقة من مكانة عظيمة يُثار لدى البعض سؤال عن الصدقة في السر والصدقة في العلانية.. أيهما أفضل وأعظم أجرا؟.. وهو ما سنتاوله في الجزء الثاني من الموضوع بمشيئة الله تعالى…

_____________________________________

المصادر:

*إسلام ويب

*طريق الإسلام

*صفحة أهل السنة والجماعة على الفيسبوك

 

مواضيع ذات صلة