اللغة العربية.. لغة أهل الجنة وكنز أهل الأرض!

تاريخ النشر الأصلي 2018-12-20 09:21:52.

إن اللغة العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلا بسبب القرآن والإسلام، وقد وضع أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ اللغة الكلاسيكية، وكذلك مفرداتها في حالة كمالٍ تامٍّ.

(مقتطف من المقال)

إعداد/ فريق التحرير

اللغة العربية

اللغةَ هي الركنُ الأول في عمليةِ التفكير.. وهي وعاءُ المعرفة.

لا يخفى على ذي لُبٍّ ما للغةِ العربية من أهميةٍ عظمى؛ في كونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكونها جزءًا من ديننا، بل لا يمكنُ أن يقومَ الإسلام إلا بها، ولا يصح أن يقرأَ المسلم القرآنَ إلا بالعربية، وقراءة القرآن ركنٌ من أركانِ الصلاة، التي هي ركن من أركانِ الإسلام.

وتزداد أهميةُ تعلمِ اللغة العربية حين بَعُد الناس عن المَلَكةِ والسليقة اللغوية السليمة؛ مما سبَّبَ ضعف الملكات في إدراكِ معاني الآيات الكريمات؛ مما جعل من الأداةِ اللغوية خيرَ معينٍ على فهم معاني القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد نبَّه ابنُ خلدون على ذلك بقوله: فلمَّا جاء الإسلامُ، وفارقوا الحجاز… وخالطوا العجمَ – تغيرت تلك الملكةُ بما ألقى إليها السَّمعُ من المخالفاتِ التي للمستعربين من العجم؛ والسمع أبو الملكات اللسانية؛ ففسدت بما أُلقي إليها مما يغايرها لجنوحِها إليه باعتبارِ السمع، وخشي أهلُ الحلوم منهم أن تفسدَ تلك الملكة رأسًا بطولِ العهد؛ فينغلق القرآنُ والحديث على الفهوم، فاستنبطوا من مجاري كلامِهم قوانين لتلك الملكة مطَّردة شبه الكليات والقواعد، يقيسون عليها سائرَ أنواعِ الكلام، ويلحقون الأشباه منها بالأشباه.

ويعد الاهتمام باللغة العربية وتعلُّمَها وتعليمَها ونشرها من أولى الخطوات في نهضة الأمة الإسلامية؛ ذلك لأن اللغة العربية هي مفتاح العلوم الإسلامية كلها، بها نفهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والسيرة العطرة وكتب الفقه والتفسير والتاريخ الإسلامي وكل تراث الأمة وحضارتها.

وإن أعداء الإسلام الذين يحاربون اللغة العربية إنما يحاربونها لأنهم يعلمون تماماً أنها الوسيلة الوحيدة لفهم هذه العلوم التي ذكرناها فهماً صحيحاً، وأنها وعاء حضارة الأمة الإسلامية وتاريخها، وأنها من عوامل وحدتهم على الإسلام. نعم، إن أعداء الإسلام يعرفون مثل ما نعرف أن أبناء الإسلام إذا فقدوا فهم اللغة العربية فقدوا فهم الإسلام بشكل صحيح، وإذا فقدوا فهم الإسلام هذا فقدوا أمتهم وكيانهم وحضارتهم، وفقدوا عزَّتهم وكرامتهم، ثم فقدوا أنفسهم وبلادهم وأصبحوا تابعين مقهورين. وهذا، مع الأسف

وظائف اللغة العربية

  • اللغةَ هي الركنُ الأول في عمليةِ التفكير.
  • وهي وعاءُ المعرفة.
  • وهي الوسيلةُ الأولى للتواصلِ والتفاهم والتخاطب، وبثِّ المشاعر والأحاسيس.

وهذا القدرُ من أهميةِ اللغة مشتركٌ بين بني الإنسان وبين اللغات كافة في كلِّ مكان وزمان، إلا أنَّ اللغة العربية امتازت عن سائرِ لغات البشر بأنها اللغةُ التي اختارها الله – سبحانه وتعالى – لوحْيه؛ لما تمتازُ به من مميزات.

أهمية تعلم المهتدين الجدد للغة العربية

منَّ الله تعالى على كثير من غير المسلمين بالهداية، وشَرح صدورهم للإسلام، وهذه نعمة تستحق الشكر ليلًا ونهارًا.

ولكن المهتدين الجدد بعد اعتناقهم الإسلام تواجههم مشكلة معرفة أسس الإسلام وتعاليمه؛ فبعضهم يقع فريسة لبعض الجماعات والطوائف ذات المعتقدات الغريبة والمتشددة إلى درجة التنفير من الإسلام، ويرجع هذا إلى صعوبة وصول الإسلام الوسطي للمهتدين الجدد، وبعضُ المهتدين الجدد يرغبون في تعلم اللغة العربية لممارسة الشعائر الإسلامية، خاصة الصلاة، لكنهم لا يستطيعون ذلك نظرًا لقلة الموارد المالية.

ولعل تحدي تعلم اللغة العربية للمهتدين الجدد غير الناطقين بها هو واحد من أكبر التحديات التي تواجه تلك الفئة.. بل وتواجه المراكز الإسلامية العاملة أيضا في هذا المجال أيضا؛ فلا يخفى على أحد أن اللغة العربية هي وعاء الثقافة الإسلامية، وهي الأداة المثلى لمعرفة مبادئ الدين الحنيف وفهم أحكامه، وهي اللغة الوحيدة في العالم التي ترتبط بالدين ارتباطا لا انفصام له، فاللغة العربية لغة الإسلام، لأنها لغة القران الكريم، ولغة حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولغة صحابته الأبرار رضوان الله عليهم الذين صنعوا تاريخ الإسلام وفتحوا أقطار الأرض ونشروا دين الحق بها .

فاللغة العربية هي الأداة التي نقلت الثقافة العربية عبر القرون، وعن طريقها وبواسطتها اتصلت الأجيال العربية جيلاً بعد جيل في عصور طويلة، وهي التي حملت الإسلام وما انبثق عنه من حضارات وثقافات، وبها توحد العرب قديماً وبها يتوحدون اليوم ويؤلفون في هذا العالم رقعة من الأرض تتحدث بلسان واحد وتصوغ أفكارها وقوانينها وعواطفها في لغة واحدة على تنائي الديار واختلاف الأقطار وتعدد الدول.

أجر ومنزلة معلِّمِ اللغة العربية:

1- بتعليمه اللغة العربية يكون سببا لنشر الفضيلة بين الناس، وأداة من أدوات تعليم وعاء القرآن الكريم، واللغة التي اصطفاها رب العالمين.

2- ويسهم بذلك في حفظ القرآن وفهمه، وتعليمه والعمل به، وكذلك يسهم في فهم الحديث النبوي الشريف وحفظه وشرحه والعمل به، وكل علم يتعلق بالكتاب والسنة فهو علم محمود مأجور صاحبه.

3- ثم معلم اللغة العربية سبب مباشر في انتشار العلوم الإسلامية والثقافة الشرعية بين جميع البشر؛ لأن فهم الإسلام قائم على فهم اللغة العربية، فمن أعان الناس على فهمها فقد أعان على فهم الإسلام، وكان سببا في نشر الخير بين الناس.

4- خاصة وأن تعليم اللغة لا يقتصر أثره على المتعلم فقط، بل على جميع من حوله؛ فمتعلم اللغة العربية حين يطالع ويقرأ المصادر الإسلامية يكون سببا في نقل الثقافة التي يقرؤها إلى الثقافة التي يتكلم بلغتها، وهذا لا شك من نشر الدين والدعوة إليه.

5- ما يناله متعلم اللغة العربية من الأجر، بسبب عباداته وأخلاقه التي تعلمها من العربية، فإن للمعلم مثل أجرها إن شاء الله، لا ينقص ذلك من أجر المتعلم شيئا؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ) رواه مسلم .

ومن لم يكن له عذر في رفض تعليم العربية لمن يحتاج إليها فقد حرم نفسه الثواب الجزيل، ووقع في التقصير في حق أمته ودينه الذي ينتظر منه أن يكون داعية إليه، سببا في نشره وإقبال الناس عليه، ورضي أن يكون مع القاعدين عن حمل هذا الدين، والمتكاسلين عن الدعوة إليه.

أقوال مأثورة في قيمة اللغة العربية وفضلها

*قول الثعالبي إمام اللغة

من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب.

*قول الامام ابن تيمية

إنّ اللغةَ العربيّةَ من الدِّين، ومعرفتُها فرضٌ وواجبٌ، فإنَّ فهم الكِتابِ والسُّنةِ فرضٌ، ولا يُفْهمُ إلاّ باللغةِ العربيةِ، وما لا يتُّمُ الواجبُ إلاّ بهِ فهو واجبٌ. وقوله أيضاً: وليس أثر اعتياد اللغة الفصحى مقصوراً على اللسان، بل يتعمق حتى يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قوياً بيِّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.

*قول ابن قيم الجوزية رحمه الله

وإنّما يعرِفُ فضْلَ القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها.

*قول الفارابي

بأنها من كلام أهل الجنّة، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلّى من كل خسيسة، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً .

أما من أقوال غير العرب.. فمنها

قول المستشرقة الألمانية الدّكتورة في الفلسفة (أنا ماري شيمل)

والتي ترجمت القرآنَ الكريمِ الى الألمانية: واللغةُ العربيةُ لغةٌ موسيقيّةٌ للغايةِ، ولا أستطيعُ أن أقول إلاّ أنها لا بُدَّ أنْ تكونَ لغةُ الجنّةِ.

وأيضا قول المستشرق الفرنسي رينان:

من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة.

كذلك قال المستشرق الألماني يوهان فك:

إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية.

و من ذلك أيضا قول شيخ المستشرقين المستشرق الألماني نولدكه عن العربية وفضلها وقيمتها:

إن اللغة العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلا بسبب القرآن والإسلام، وقد وضع أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ اللغة الكلاسيكية، وكذلك مفرداتها في حالة كمالٍ تامٍّ.

_______________________________________________

المصادر:

*موقع إسلامي

*النسخة الإلكترونية لمجلة الوعي

*شبكة الألوكة الثقافية

*ملتقى الخطباء

*الإسلام سؤال وجواب

*الموقع التربوي للدكتور وجيه أبو لبن

مواضيع ذات صلة