المسلمون في روسيا.. هم الغالبية في المستقبل القريب جدا! (12-9)

تاريخ النشر الأصلي 2018-06-07 14:41:20.

مسلمون حول العالم.. يحتاجون لمن يتعرف عليهم أكثر.. لمن يلمس معاناتهم، ويشعر بطموحاتهم.. ويتحسس مشكلاتهم.. ويشاركهم إنجازاتهم.. سنجمع أخبارهم من كل مكان.. من خلال جولة لرصد حياتهم عن قرب.. والمحطة التاسعة كانت من روسيا

الملف من إعداد/ فريق التحرير

روسيا

يعتبر الدين الإسلامي جزءًا تقليديًا من التراث التاريخي الروسي.

الدين الإسلامي هو ثاني أكثر الديانات انتشارًا في روسيا كما يعتبر الدين الإسلامي جزءًا تقليديًا من التراث التاريخي الروسي.

يبلغ عدد المسلمين في روسيا حوالي 28 مليون يمثلون 14% من إجمالي عدد السكان.

يتركز المسلمون في مناطق شمال القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين. فالمسلمون يمثلون جنسيات الشركس والبلكار والشيشان وأنجوشيا وقبردينو وكراشاي والعديد من الشعوب الداغستانية.

يتمركز المسلمون أيضًا في مناطق وسط حوض نهر الفولغا حيث يوجد التتار والبشكيريون والذين يمثل المسلمون غالبيتهم العظمى.

مدينة كازان هي ثاني أعلى مدينة روسية في عدد المسلمين بها بعد العاصمة موسكو.

ما بعد الاتحاد السوفييتي

مع انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991م ظهر اتجاه للصلح من قبل الدولة مع المسلمين. أدى ذلك إلى ارتفاع عدد المسلمين المسموح لهم بأداء فريضة الحج بشكل حاد بعدما كان هناك حظر على مثل هذه الأنشطة إبان حقبة الاتحاد السوفييتي.

يبلغ عدد التأشيرات الخاصة بالحجاج الروس هذه الأيام ما بين 25 – 28 ألف تأشيرة.

في عام 1995م نشأ اتحاد جديد يضم مسلمي روسيا تحت قيادة الإمام خطيب مقدس. قام هذا الاتحاد بتنظيم حركة تهدف إلى تحسين التفاهم بين الأعراق وتنهي سوء التفاهم الروسي تجاه الإسلام.

في عام 1991م تم إنشاء المركز الثقافي الإسلامي الذي يضم مدرسة لتعليم الدين الإسلامي.

طبيعة المسلمين في روسيا

أغلبية المسلمين في روسيا هم من السنة بنسبة 95%.

في مناطق قليلة في داغستان والشيشان تتواجد مجموعات من الصوفيين المنتميين للطريقتين النقشبندية والشاذلية.

المهتدون الجدد للإسلام

هناك شخصيات بارزة من الروس اعتنقت الديانة الإسلامية.

أبرز هؤلاء هم (فياشيسلاف بولوسين) وهو قس سابق في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية واعتنق الإسلام عام 1999م.

(ألكسندر ليتفينينكو) كان عميلًا سابقًا للمخابرات الروسية في مجال مكافحة التنظيمات المسلحة، وهو الذي قام بفضح المخابرات الروسية بعد توقفه عن العمل معها ليتم اغتياله لاحقًا عام 2006م في بريطانيا باستخدام مادة البولونيوم المشعة.

ألكسندر كشف في أحد كتبه كيف أن المخابرات الروسية قامت بعمليات تفجير في روسيا لتحريض الشعب على الحرب على الأقليات المسلمة عبر إلصاق التهم بالمتمردين الشيشان. أقيمت له صلاة الغائب في الجامع الكبير في وسط لندن بعدما أعلن والده أن ابنه اعتنق الإسلام قبل يومين فقط على وفاته.

هناك أيضًا (فلاديمير كودوف) وهو أحد القيادات المشاركة في حادثة احتجاز الرهائن في مدرسة بيسلان الشهيرة عام 2004م.

العاصمة موسكو

يقيم في العاصمة الروسية موسكو حوالي مليوني مسلم بالإضافة إلى مليوني مسلم آخر يفدون عليها حيث أنها مكان عملهم.

تحتوي العاصمة على 4 مساجد فقط يتسع أكبرهم لـ 10 آلاف مصلي فقط.

ويصر عمدة المدينة على أن هذه المساجد كافية جدًا للمسلمين رغم وجود تزاحم شديد في بعض الأوقات بين المسلمين للدخول للمساجد. عمدة المدينة يبرر ذلك بأن نصف المسلمين في موسكو يأتونها أثناء ساعات العمل وليسوا مقيمين بها وبالتالي لا يحق أن تلبي مطالبهم بإنشاء المزيد من المساجد.

المؤسسات الدينية

يوجد المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة موسكو.

هناك الجامعة الإسلامية الروسية بمنطقة تتارستان ومقرها مدينة كازان.

في داغستان توجد كل من الجامعة الإسلامية ومعهد العلوم الدينية والعلاقات الدولية.

مستقبل الإسلام في روسيا

توقع باحثون أن يصبح الإسلام الدين الأول في روسيا بحلول 2050 إذا استمرت معدلات الزيادة الحالية في عدد مسلمي روسيا.

ويبلغ عدد المسلمين في روسيا حاليا  28 مليون نسمة، وبحسب الباحث (أليكسي مالاشنكو) في دراسته بعنوان – ظلال الإسلام فوق أوروبا – المنشورة بمجلة الشؤون الدولية الروسية. في شهر يوليو من عام 2008م نشرت جريدة برافدا الروسية مقالاً بعنوان: الإسلام سيكون دين روسيا الأول مع حلول عام 2050م.

وتصل نسبة المسلمين الآن إلى 20% من سكان روسيا البالغ عددهم 140 مليونا، وازداد عدد المساجد في روسيا وحدها عشرة أضعاف من 500 في ثمانينيات القرن الماضي إلى ستة  آلاف عام 2015م.

ووفق الباحث المذكور: يتكاثر سكان روسيا المسلمين بمعدلات انفجارية تطلقها معدلات مواليد المرأة الواحدة من المسلمين التتار، أو الشيشان، أو الأنغوش، والتي تبلغ نحو ستة مقارنة بمعدلات الولادة المنخفضة بين الروسيات من أصل سلافي.

ويتوقع مالا نشكو: أن يشكل المسلمون ثلث سكان روسيا مع منتصف القرن، وقد يصبحون الأغلبية مع نهاية القرن. ولم تحفز المكافآت المادية المغرية التي قدمتها موسكو على زيادة معدلات الولادة للروسيات.

ويقول محمد سلامة الباحث في شئون دول الكومنولث: إن عشرات الدراسات الأكاديمية الروسية أكَّدت تنامي الظاهرة الإسلامية في دول الاتحاد السوفيتي السابق، وأنه بحلول عام 2050م ستتحول روسيا إلى دولة إسلامية.

ويضيف عاش المسلمون في دول الاتحاد السوفياتي ومن بينها روسيا إبَّان الحكم الشيوعي أسوأ فترات الاضطهاد؛ حيث تم “حظر تداول المصاحف، وتم إغلاق جميع المساجد”.  ونال مسلمو روسيا اليوم الكثير من حقوقهم، وأصبح الإسلام الديانة الثانية في روسيا، وأنشئت الجامعة الإسلامية بموسكو التي يدرس بها اليوم كبار السياسيين الروس.

وأكد رئيس منتدى الشرق الأوسط الروسي (دانييل بأيبس) أن جميع الأسباب متوفرة من أجل أن يصبح الإسلام الديانة الأكثر انتشارا فعلى سبيل المثال: لا تعاني الأقلية المسلمة في روسيا من الوفيات نتيجة الإدمان على الكحول، والذي يعتبر أحد المسببات الرئيسية للوفيات في روسيا.

ويضيف: تمنع الأقلية المسلمة في غالبيتها المرأة من الإجهاض، في حين أن نسبة الإجهاض داخل المجتمع الروسي عرفت تزايدا كبيرا خلال السنوات العشر الماضية.

وفي حين يرى بأيبس أن روسيا ستصبح دولة مسلمة خلال السنوات المقبلة، ينفي الصحافي المختص في شؤون روسيا (مارك أدومانيس) أن هذه الأسباب قد تجعل من روسيا بلدا ذا أغلبية مسلمة، ويشير (أدومانيس إلى أن الأرقام التي يقدمها (بايبس) في دراسته غير دقيقة، لأن السلطات الروسية لا تقدم إحصائيات بناء على الديانة والعرق.

ولم يتوقف تحول الروس السلافيين المنتسبين للكنيسة الأرثوذكسية إلى الإسلام، حسب دراسة صعود الإسلام في روسيا وسياسة الأمن القومي  المنشورة في مجلة  السياسة الخارجية  (Foreign policy) الصادرة عن (معهد الدراسات الدولية  في أثينا) وأشارت  الدراسة  إلي أن هناك 300 ألف روسي اعتنقوا الإسلام مؤخرا خلال السنوات الماضية.

وفي المقابل يؤكد أدومانيس أن الأقلية المسلمة ستصبح قوة فاعلة في المستقبل وذات تأثير سياسي واقتصادي بمستقبل روسيا، نظرا لقوة اليد العاملة من الأقلية المسلمة وظهور جيل جديد من رجال الأعمال والسياسيين الروس المسلمين.

وعلى الرغم أن القانون الروسي يعتبر أن كل الأديان بمستوى واحد، إلا أن هناك شواهد كثيرة تظهر بأن الكنيسة تتمتع بحرية أكثر، فالمسلمون لهم مدارس عديدة ومساجد لم يستردوها بعد، بينما استردت الكنيسة كل ممتلكاتها من دور العبادة والأوقاف وغيرها، والتي صادرها الشيوعيون من قبل.

______________________________________________

المصدر: موقع الجزيرة

مواضيع ذات صلة