تاريخ النشر الأصلي 2019-02-28 13:28:35.
هكذا كان حسن المعاملة؛ كان عبارة عن وصفة سحرية لولوج قلوب الناس وامتلاكها، متى يصبح المسلم قدوة طيبة متى تصبح معاملاته شهادة عملية صادقة على عظمة الإسلام …
(مقتطف من المقال)
معين القحيف
إن التعامل مع الناس سلوك أصبح الجميع يسعى لكي يتعلمه.. رغم أنه بسيط!!
لكن لكي يكسب المسلم الجديد الآخرين ويكسب أصدقاء في محيطه ما عليه إلا أن يعكس سلوك دينه الصحيح، ويعكس العقيدة التي أساسها التعامل، والحب وأن تنعكس على حياته أخلاق الرسول صلى الله وعليه وسلم.. عندها فقط سوف يصل إلى درجة عالية من حسن الأخلاق، وسوف يكسب الآخرين دون جهد ..
أخي المسلم الجديد:
تعلم الحب التسامح التعاون حب الخير
تعلم كتم الغضب، تعلم الدفاع عن الحق تعلم الصدق وتعلم حسن الحديث.
يقول عليه الصلاة والسلام: (أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ -المفلس بالمفهوم العام: من لا درهم له، ولا دينار؛ لا يملك مالاً إطلاقاً- فقالوا المفْلسُ فينا من لا درهم له، ولا متاع، فقال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة؛ بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ ـ قبل أن يُقْضى ما عليه ـ أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار).
الدين معامله فتعلم كيف تكسب الآخرين من خلال حسن التعامل معهم؛ فعندما تكون إنسان يغتاب، إنسان يطعن، إنسان يأكل ما ليس له، ويسفك دم هذا ويضرب هذا، ويسلب حق هذا وذاك، ومع كل ذلك تقول في نفسك لما ينفر الناس مني..
عزيزي إنهم ينفرون منك لأنك لا تعرف كيف تعاملهم أو ربما أنك لا تعمل حساب لمشاعرهم !!
فقط كي تكسب الآخرين عاملهم بالحب بالسماح بالخير تجدهم حولك دائماً ..
واعلم أن الدين عبادات تعاملية إن صحت؛ صحت العبادات الشعائرية؛ والعبادات التعاملية.
تعلم أن تكون صادقاً، أن تكون أميناً، أن تكون عفيفاً، أن تكون منصفاً، أن تكون رحيماً، أن تكون متواضعاً، هذه العبادات التعاملية إن صحت؛صحت العبادات الشعائرية؛ عندئذ تصح الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، وتذكر عزيزي أن الدين معامله، وأخلاق، وليس صلاة، وحج، وزكاة فقط ..
وتذكر أن الإسلام انتشر في بلدان آسيا كالصين، واندونيسيا، وماليزيا، وفي إفريقيا وغيرها..!!
بسبب أخلاق المهاجرين، وحسن تعامل التجار المسلمين الذين ما كانوا فقهاء ولا علماء ولا متخرجين من معاهد إعداد الدعاة ، إنما كانوا على الإسلام الصحيح الذي تشهد به أخلاقهم في معاملاتهم للناس بالحق، والعدل، والإحسان.
فكانوا بها قدوات طيبة مقنعة، وفاعلة ترغب في فضيلة الإسلام، والإقبال عليه..
ذلك التعامل الذي نفتقده اليوم في الكثير من أحوالنا وقد اضطربت الكثير من أخلاقنا وساءت الكثير من معاملاتنا فأضحى التدين عند شريحة من المسلمين تديناً شكلياً فاقد الروح، والمعنى الحقيقي للإسلام الصحيح، فقد بات عديم الثمار السلوكية الطيبة
بل صار عدم إحسان المعاملة مسلكاً منفراً من الدين من حيث لا ندري؛ فلو كان المعول في الإقناع بفضيلة ديننا على واقع حياتنا الإسلامية الحالية لقل البرهان المقنع للإقبال على الإسلام !!
الإسلام قبل أن يكون دين عبادة وتشريع هو في الأصل دين معاملة وأخلاق..
يحكى أن مسلم ألماني (يحي ىشوفسكه) حين ركب مع زوجته ناقلة عمومية في أمريكا، فصعد إفريقيّ هرم أسود، فقام له وأجلسه مكانه، فإذا بالرجل يبكي، ولما كان يحيى لا يعرف الإنجليزية فقد سأل جيرانه لماذا يبكي الرجل؟
قالوا له: إنه قادم من جنوب إفريقيا ولأول مرة في حياته يرى رجلاً أبيض يقوم له ويجلسه مكانه .
نعم هذا هو الإسلام دين الأخلاق، والتسامح، والمحبة.
هكذا كان حسن المعاملة؛ كان عبارة عن وصفة سحرية لولوج قلوب الناس وامتلاكها، متى يصبح المسلم قدوة طيبة متى تصبح معاملاته شهادة عملية صادقة على عظمة الإسلام ..
وها أنا أترك بين يديك قواعد لكي تتعلم كيف تكسب الآخرين ..
* بحسن تعامل المسلم مع الآخرين تكسب الآخرين بكل سهولة؛ لأن حسن التعامل يحبه الناس ويكرهون من يعاملهم بكره وسوء الظن، وتكبر لذلك عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك..
* ابتعد عن الحسد، وطهر قلبك منه، ولا تنظر إلى ما يملك الآخرون بعين الحقد والحسد ..
* تعلم التسامح، والعفو عن كل من ظلمك، ولا تهجر من قطعك، ولا تبخل عن من حرمك العطاء، واصنع الخير للجميع دون فرق ..
* أحسن إلى الناس دائما، وقدم لهم الخير تجد السعادة، وأحب الناس، واعمل الله فقط..
* ابتسم للآخرين دائما تكسب ودهم وألن لهم الكلام يحبوك، وكن متواضع معهم..
* أقبل الناس كما هم لا تحاول تغييرهم إن كانوا لا يردون ذلك..
* إياك وجرح مشاعر الناس وكن حذر معهم في ما تقول، وكون عذب الألفاظ معهم، وطيب الكلام ..
* إياك والوقوع في أعراض الناس والفرح بفشلهم..
* اسأل عنهم دائما في فرحهم وحزنهم ولا تناساهم من كل مناسبة..
*اصنع المعروف وأخدم الآخرين..
* كن لهم عون في قضاء حاجتهم، والسعي لهم في أعمالهم تنال الأجر وحبهم لك..
*أن تكسب الآخرين فن سهل ما عليك إلا أن تجعل الفطرة تسكن نفسك وتعيش معها في كل جوانب حياتك فقط ..
وكُن على علم أن الناس على اختلاف في الطباع فتعلم أساليب التعامل معهم فكان شأنه صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه، وتعليمهم أن يراعي أحوال من يتعامل معهم وينزل الناسمنازلهم. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نلتزم الحكمة في التعامل مع الناس وهذا عينُ العقل. يقول الله عز وجل: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (النحل:125).
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك وبادرهم بالابتسامة والتحية، وكن لين الجانب مع الناس عموماً، ومع أصحابك خاصة، واستغفر لهم وشاورهم في الأمر، وتجاوز عن أخطائهم، وغض الطرف عنهم تكسب الناس إليك بالحب وليس بالقوة..
________________________________________________________
المصدر/ شباب ونص.
.