تاريخ النشر الأصلي 2018-11-29 23:56:08.
محمد علي شاب في السادسة والعشرين من عمره، قضى أغلب حياته هاويا ركوب الدراجات، وفي إحدى رحلاته ظل عامين كاملين يجوب بدرجاته أغلب بلاد الهند وسيرلانكا وباكستان وبنغلاديش.
كان مشغولا بفكرة الحياة والموت، ومن هذه الفكرة بدأ النور يتسلل إلى قلبه، إنه محمد علي.. النيبالي الأصل الذي ولد في الهند، لكن باكستان شهدت له ميلادا آخر عام 2007، حيث أعلن فيها إسلامه في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان.
يحكي محمد علي عن نشأته فيقول: اسمي محمد علي ولدت في الهند، ولكن أسرتي نيبالية، وتدين بالهندوسية، وتلقيت تعليمي الأولي في الهند، وكنت منضما لجمعية لنشر الهندوسية، وكان شعارها (لن تستطيع تغيير العالم حتى تغير من نفسك).
بدأ محمد علي رحلة تغيير النفس، واعتقد أن هوايته هي البداية في التغيير فقرر أن يقطع رحلات ماراثونية على دراجته الخاصة، غير مبالٍ في أي مكان سينام وأي نوع من الطعام سيأكل. يقول محمد علي: زرت على دراجتي النيبال وأغلب مدن الهند مثل دلهي وممباي وغيرها وسيرلانكا، والعودة للهند مرة أخرى، وبنغلاديش ثم الرجوع للهند وبعدها باكستان في رحلة واحدة استغرقت عامين، وفي أكتوبر من عام 2007 ذهبت إلى باكستان.
لم يكن يتوقع محمد علي أن النور ينتظره في باكستان، حيث حطت به دراجته بجوار مسجد فنصب خيمة صغيرة معه ثم نام. يقول محمد علي: وفي إحدى الليالي في 27 رمضان كنت أنام في خيمتي بجوار المسجد بباكستان، واستيقظت في منتصف الليل وأمسك بي أحد الناس وقال لي: الله خالق الله رازق الله مالك، وبدأت أفكر في هذا المكان ثم أعدت النوم فرأيت في المنام أني أجري وبجواري شخصان آخران بوذيان ورأيت ثعبانا كبيرا يتعقبني، ثم صعدت على حائط، وعندما سقطت من على الحائط سمعت صوت الآذان من المسجد ويناديني شخص ما، ويقول لي: محمد علي مرحبا، هذا وقت الصلاة، وعندما استيقظت رأيت نفسي أقول الله أكبر، ورأيت الرجل الذي أخذني من يدي وقال لي الله خالق الله رازق الله مالك يعلمني نطق الشهادة والوضوء ويذهب بي إلى الصلاة.
استيقظ محمد علي من نومه وهو يفكر في هذا المنام، وتعرف على مسلمين حدثوه عن الإسلام، والموت والحياة، وأخبروه أن الإنسان يولد مسلما، فما من مولود إلا يولد على الفطرة، وحدثوه عن قصة قارون الذي ملك ذهب مدينته وكان غنيا، ولكن الله خسف به وبماله الأرض.
ما بعد الإسلام…
لقد سمع منهم أن عقائد الهندوسية باطلة وأن محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين، فقرر أن يعلن إسلامه ولكن أسرته غضبت منه. يقول محمد: وفي باكستان استأجرت بيتا في عاصمة النيبال مع أصدقائي لغضب أسرتي مني وذلك لمدة عامين وكنت أدرس القرآن والحديث والإسلام في باكستان.
ولم تقتصر الصعوبات التي واجهها محمد علي على غضب الأسرة، بل تعداها إلى صعوبات أخرى كادت تودي بحياته، يقول محمد علي: بعد الإسلام تعرضت لصعوبات كثيرة، حيث لما عرف الهندوس أني مسلم أخذوني ومكثت عندهم ست ساعات وقال أحدهم إذا أردت أن تنصرف فعليك أن تدفع، فقلت ليس معي مال، فقال سأطلق عليك النار، قلت لا مشكلة سأذهب إلى الجنة، وكان ذلك في أكتوبر 2008م.
ويعيش الآن محمد علي في رحاب الإسلام داعيا كما كان من قبل ناشطا في عقائد الهندوسية، وقد هدى الله على يديه كثيرين منذ أن بدأ إسلامه، فترى خفة ظله وحماسته ورحابة صدره.
________________________________________________
المصدر: بتصرف عن مؤسسة عيد الخيرية