تاريخ النشر الأصلي 2015-08-10 16:08:27.
الشرك يناقض الإيمان بألوهيَّة الله وحده، فإذا كان الإيمان بألوهية الله تعالى وحده وإفراد الله بالعبادة من أهم الواجبات وأعظمها، فإن الشرك أكبر المعاصي عند الله تعالى، فهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله، إلا بالتوبة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء} (سورة النساء- الآية 48).
ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: “أن تجعل لله ندًا وهو خلقك” (البخاري 4207، مسلم 86).
والشرك يفسد الطاعات ويبطلها، كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُون} (سورة الأنعام- الآية 88).
ويوجب الشرك لصاحبه الخلود في نار جهنم، حيث قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّار} (سورة المائدة- الآية 72).
أنواع الشرك
والشرك نوعان أكبر وأصغر:
الشرك الأكبر: وهو أن يصرف العبد إحدى العبادات لغير الله تعالى، فكل قول أو عمل يحبه الله تعالى، فصرفه لله توحيد وإيمان، وصرفه لغيره شرك وكفر.
ومثال هذا الشرك: أن يسأل غير الله ويدعوه أن يشفي مرضه ويوسع رزقه، أو يتوكل على غير الله، أو يسجد لغير الله.
قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (سورة غافر: 60).
وقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} (سورة المائدة: 23).
وقال تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}(سورة النجم: 62).
فمن صرفها لغير الله كان مشركا كافرا.
الشرك الأصغر: هو كل قول أو عمل يكون وسيلة إلى الشرك الأكبر، وطريقا للوقوع فيه.
ومثاله: يسير الرياء، مثل أن يطيل في الصلاة أحيانا ليراه الناس، أو يرفع صوته بالقراءة أو الذكر أحيانا ليسمعه الناس فيحمدوه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر” قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: “الرياء” (أحمد 23630).
أما إن كان لا يأتي بأصل العبادة إلا للناس ولولا ذلك ما صلى ولا صام فهذا هو عمل المنافقين، وهو شرك أكبر مخرج من الإسلام.
هل يعتبر سؤال الناس والطلب منهم شركاً؟
لقد جاء الإسلام لتحرير عقل الإنسان من الخرافة والدجل وتحرير نفسه من الخضوع لغير الله تعالى.
فلا يجوز سؤال الميت أو الجماد والخضوع والتذلل له مطلقًا وهو من الخرافة والشرك.
أما سؤال الحي الحاضر ما يقدر عليه كإعانته أو إنقاذه من الغرق أو أن يطلب منه أن يدعو الله له فهذا جائز.
هل السؤال والطلب من جماد أو ميت؟
نعم
هذا شرك يخالف الإسلام والإيمان لأن الميت والجماد لا يقدر على سماع الطلب ولا على إجابته والدعاء عبادة وصرفها لغير الله شرك وقد كان شرك العرب عند البعثة دعاء الجمادات والأموات.
لا
الدعاء والطلب من حي يسمع كلامك وطلبك. فهل هو قادر على إجابتك وتلبية سؤالك كأن تطلب منه أن يعينك ويساعدك فيما يملكه ويقدر عليه؟
نعم
هذا طلب سائغ لا بأس به وهو جزء من تعاملات الناس وعلاقاتهم اليومية؟
لا
إن الطلب من الحي ما لا يقدر عليه ولا يملكه كأن يطلب العقيم من الحي أن يرزقه الذرية الصالحة فهذا شرك أكبر يخالف الإسلام لأنه دعاء لغير الله.
.