الإخلاص في الحج.. من شروط الحج المبرور

تاريخ النشر الأصلي 2018-08-16 13:28:48.

من علامات الإخلاص عدم المبالغة في النَّفَقَةِ والمَصْرَفِ بحيث يخرج الحَاجُّ والمُعْتَمِرُ من حَدِّ القَصْدِ والاعتدال إلى السَّرف والخُيَلاَء…

هيثم محمد حيدر

الإخلاص

اللَّهم حَجَّـةٌ لا رِيَاءَ فيها ولا سُمْعَةً…

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ، وقَطِيفَةٍ تُسَاوي أربعة دراهم أوْ لا تُسَاوي، ثم قال: (اللَّهم حَجَّـةٌ لا رِيَاءَ فيها ولا سُمْعَةً) (رواه ابن ماجه).

والرِّياء ضد الإخلاص، والإخلاص هو أن تقصد بعملك وَجْهَ الله تعالى، أمَّا الرِّياء فمشتق من الرُؤيَةِ وهو: أن يُعْمَلَ العَمَلُ لِيَرَاهُ النَّاس، والسُّمْعَةُ مشتقة من السَّمَعِ وهو: أن يُعْمَلَ العَمَلُ لِيَسْمَعَهُ النَّاس، وكلاهما مُحْبِطٌ للعمل.

قال العلماء: الحديث دليل على تحريم الرِّياء والحثِّ على وجوب الإخلاص في الأعمال، وفي الحديث دليل على أن الفضائل الواردة في فضل الحَجِّ إنما هي لمن أراد بِهَا وجْهَ الله تعالى مُخْلِصًا، ومن قصد بعمله أن يَسْمَعَهُ النَّاس ويَروه لِيُعَظِمُوهُ وتعلو منزلته عندهم، حَصَلَ له ما نَوَاهُ وقَصَدَهُ من ثواب الدنيا وكان ذلك جزاءه على عمله، ولا يُثاب عليه في الآخرة، فَشَرْطُ حُصُولِ ونَيْلِ ثواب الآخرة: إخْلاَصُ النِّيةِ لله تعالى.

وفي قول: رَحْلٍ رَثٍّ، إشارة إلى أن من علامات الإخلاص عدم المبالغة في النَّفَقَةِ والمَصْرَفِ بحيث يخرج الحَاجُّ والمُعْتَمِرُ من حَدِّ القَصْدِ والاعتدال إلى السَّرف والخُيَلاَء.

ويستفاد مما سبق الجزاء من جنس العمل، جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ‏قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَمَّعَ ‏‏ النَّاس بِعَمَلِهِ ‏‏سَمَّعَ ‏‏ الله به سَامِعَ خَلْقِه يوم القيامة فَحَقَّرَهُ وصَغَّرَهُ) (رواه أحمد).

الإخلاص في الحج.. من شروط الحج المبرور

عن ماعز رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل‏: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: (أفْضَلُ الأعْمَالِ: الإيمان بالله وَحْدَهُ، ثُمَّ الجهاد، ثُمَّ حِجَّةٌ مَبْرُورَةٌ تَفْضُلُ سَائِرَ الأعْمَالِ كما بين مَطْلَعِ الشَّمْسِ إلى مَغْرِبِهَا) (رواه أحمد).

وقال العلماء: إنما تكون الحجَّة مبرورة إذا رَاعَىَ الحَاجُّ ما عليه من الشروط والآداب، والتي منها اِسْتِطَابَةُ الزَّادِ، والاعْتِمَادُ عَلَىَ رَبِّ العِبَادِ، والرِّفْقُ بالرفيق، وتَحْسِينُ الأخْلاَقِ، وتَتَبُعُ الأرْكَانِ على ما تقتضيه الأحْكَام، وإقَامَةُ الشَّعَائِرُ على مَعْلُومُ السُّنةِ لا على مَعْهُودِ العَادَةِ.. وقبل كل ذلك الإخلاص وتوجيه النية صوب الخالق وحده دون سائر العباد.

______________________________________

المصدر: فضائل الحَجِّ والعُمْرَةِ، جمع وإعداد/ هيثم محمد حيدر

مواضيع ذات صلة