الإنجليزي ديفيد: ابتسامة مسلم ذوقتني روحانية الإسلام

تاريخ النشر الأصلي 2019-03-13 09:31:25.

(ديفيد با) يبلغ من العمر 35 عامًا من المملكة المتحدة (إنجلترا)، كان يقطن بقرية لا يوجد بها مسلمون على الإطلاق ولم يعرف شيئا عن الإسلام أو المسلمين حتى سن العشرين من عمره.

نشأ في كنف الكنيسة الإنجليكية ودرس بمدرستها حيث كان يُدرسْ فيها أن الدين الصحيح هو النصرانية وما عدا ذلك فليس صحيحًا، وأن المسيح هو الإله، وعندما وصل إلى المرحلة الثانوية كانوا يدرسونهم الديانات المختلفة عدا الإسلام.

بداية الطريق

ديفيد

حضرت يومًا مفتوحًا للمسلمين في المسجد وكان أهم ما شد انتباهي هو كتيب (مقدمة مختصرة وموثقة عن الإسلام)، هذا الكتيب به حقائق عن القرآن الكريم لم تثبت صحتها علميًا إلا بالعقود المتأخرة..

يقول الإنجليزي ديفيد: أول مرة سمعت فيها عن الإسلام عندما بدأت العمل كـ(فني صيدلي)، حيث كان يزاملني في العمل رجل من أصل باكستاني، فكنت أراه صائمًا ولكني لا أدري ماذا يعني الصيام؟ كذلك كان يتركني ويذهب للصلاة يوم الجمعة فلم أكن أدري ماذا تمثل الصلاة له؟ وكنت أفكر كثيراً فيما يفعله، وحاولت أن أفهم لماذا يصوم؟، ولمن يصلي؟! ولما تحدثت معه لم أفهم إلا أن هذه الأعمال مكلف بها المسلمون في حياتهم.

ويتابع: قررت مغادرة بلدتي إلى منطقة أخرى بـ”شفيلد”، وهناك تقابلت مع شخصين في نفس عمري تقريبًا من أصول يمنية، ولم أكن أعرف أنهما مسلمين، حيث لم يقدما أنفسهما على أنهما مسلمين، وقد تطورت العلاقة بيننا حتى صرنا أصدقاء، وفي هذه الأثناء بدأت اتباع نمط الحياة الغربية من حيث شرب الخمر والحضور إلى النوادي الليلية، وبالرغم من ذلك كان هناك نداء بداخلي يخبرني بأن هذا النمط من العيش غير مناسب، وكان الشابان يحذراني من مغبة الإسراف فى شرب الخمر والسهر.

ابتسامة (عارف)

ويضيف: بعد مدة قصيرة من انتقالي إلى مدينة “شفيلد” اكتشفت أن هذه المدينة يتواجد بها أعداد كبيرة من المسلمين، وبدأت أتعرف على المسلمين، حيث طلبت من صديقي اليمني أن يخبرني أكثر عن الإسلام إلا أن صاحبي لم يكن مؤهلاً للإجابة على أسئلتي فأحالني إلى أخيه الذى يعمل بمسجد أبو هريرة ويدعى (عارف منسأة).

وقابلني (عارف) بابتسامة كأنه يعرفني منذ أمد بعيد، فارتاحت نفسي لهذه المقابلة وشعرت بطمأنينة ولم يتحدث مع في شيء قط، بل قال بأن هناك يومًا مفتوحًا بمسجد أبو هريرة وسألني عما إذا كنت أرغب بالحضور في هذا اليوم؟.. فوافقته.

ويقول: قبل الذهاب إلى المسجد بدأت أعيش نوعًا من التوتر الداخلي تجاه هذا الأمر حيث أنني لا أعرف شيئاً عن هذا الدين وأخشى أن يتم إكراهي على اتباع ديانة لست مقتنعًا بها وظللت مترددًا إلى أن اتخذت قرارًا بالذهاب إلى المسجد، وعندما حضرت ذلك اليوم وجدت بُروشورات وكتيبات عن الإسلام وسألت بعض الأسئلة حول هذا الدين وقد شعرت بارتياح كبير بشكل مغاير لحالة التوتر التي كنت عليها من قبل.

وبعد الزيارة دار بذهني أسئلة كثيرة حول المسيح.. هل هو إله أم ابن أم رسول.. أم ماذا..؟ وكان لدي اعتقاد بأن المسيح يجب ألا يكون إلهًا وأنه أقرب إلى أنه رسول.. و قد حدثني بعض الأفراد عن ذلك.

حقائق علمية منذ 14 قرنًا!

ويتابع ديفيد: حضرت مرة أخرى يومًا مفتوحًا للمسلمين في المسجد وكان أهم ما شد انتباهي هو كتيب (مقدمة مختصرة وموثقة عن الإسلام)، هذا الكتيب به حقائق عن القرآن الكريم لم تثبت صحتها علميًا إلا بالعقود المتأخرة.. والسؤال الذي خطر ببالي هو أنه كيف يمكن لهذه الحقيقة العلمية التي لم تكتشف إلا من مراحل متأخرة بالقرن العشرين أن يتم تدوينها بكتاب نزل قبل أربعة عشر (14) قرنًا من الزمان.

وقد أخذت من المسجد القرآن الكريم، حيث بدأت القراءة فيه ولكنني كنت أشعر بالملل حيث أنني أقرأ بدون أن أفهم شيئا ولا أجد ما يشدني لأنني لا أفهم النص حتى أن بعض الناس الذين يقرأون القرآن باللغة العربية لا يفهمون النص كاملاً وأن ذلك يحتاج الى تدبر ومثابرة ومعايشة للمعاني بالقلب والعقل.

ويضيف: أثناء هذه الفترة قبل أن أُسلم، اشتد الصراع فى داخلي بين أن أسلم وألا أسلم، لاسيما أنني تركت العادات السيئة منذ مدة قريبة بما فى ذلك أكل لحم الخنزير وشرب الخمر والعلاقات المحرمة مع النساء، وذلك لقناعتي بأن ذلك النمط من العيش غير مقبول وليس من باب التدين.

واتخذت قرار إشهار الإسلام وحددت يوم الجمعة لإعلان ذلك، وعندما اقترب ذلك اليوم كان الصراع فى داخلي يحتد بين أن أنطق بالشهادتين أو أظل على وضعي الحالي، لدرجة أني مرضت مرضًا شديدًا، وتحدثت إلي صاحبي واعتذرت له عن عدم حضور يوم الجمعة.

وقد أبلغته أني سوف أحضر الجمعة القادمة وعند اقتراب الموعد أحسست بنفس الشعور ومرضت ثانيةً واعتذرت مرةً أخرى وطلبت منه أن يحدد الموعد الثالث في الجمعة التالية.

شعور الروحانية

ويستطرد ديفيد: جاء يوم الجمعة المحدد وذهبت إلى المسجد الساعة 12:30 ظهرًا وقد اغتسلت في ذلك اليوم، وكان معي صديقي اليمني (عارف)، ونطقت بالشهادتين أمام جموع المصلين، ورحب بي الجميع وكبروا وهنئوني بالإسلام وكان إحساسًا رائعًا وشعرت بالسعادة.

وبعد نطق الشهادتين أحسست بأنه كان يوجد حمل على عاتقي وقد تخلصت منه وبدأت أشعر بارتياح كبير، إنه شعور فوق الوصف حيث أن الله سبحانه وتعالى يقذف فى القلب بالراحة والطمأنينة، ولا توجد كلمات تصف ذلك الشعور الانساني على الإطلاق تماماً مثل الروح.

ماذا قال ديفيد بعد إسلامه؟

– عندما أسلمت بدأت تغمرني الصورة المتكاملة للإسلام، فعندما أقرأ القرآن أتذوق معانيه وأفهمها وعندما جاء رمضان صمته كاملاً.

– منذ اللحظة التي أسلمت فيها التزمت بالصلوات الخمس ولم أجد صعوبة ومشقة في ذلك حتى أن صاحبي اليمنيين لم يكونا ملتزمين بأداء الصلوات مثلي.

_________________________________________________

المصدر: حوار صحفي مع الشخصية بتاريخ 29/8/2009م، أجرى الحوار/ سكرتير تحرير مجلة البشرى الكويتية أ/ محمود بكر.

مواضيع ذات صلة