الإيمان بالملائكة؛ معناه ومقتضاه وثمرته

تاريخ النشر الأصلي 2019-02-14 16:51:49.

من ثمرات الإيمان بالملائكة.. الاستقامة على طاعة الله تعالى، فمن آمن بأن الملائكة تكتب أعماله كلها فإن هذا يوجب خوفه من الله تعالى، فلا يعصيه في العلانية ولا في السر…

(مقتطف من المقال)

معنى الإيمان بالملائكة:

الإيمان

من ثمرات الإيمان بالملائكة.. الشعور بالأنس والطمأنينة، عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح أُلوفا من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن

الإيمان بالملائكة هو التصديق الجازم بوجود الملائكة، وأنهم عالم غيبي غير عالم الإنس وعالم الجن، وهم كرام أتقياء، يعبدون الله حق العبادة، ويقومون بتنفيذ ما يأمرهم به، ولا يعصون الله أبداً.

كما قال تعالى: “بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ. لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُون” (الأنبياء: 26-27).. والإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، قال تعالى: “آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه” (البقرة: 285).

وقال صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) (رواه مسلم).

ماذا يتضمن الإيمان بالملائكة؟

1- الإيمان بوجودهم: فنؤمن أنهم مخلوقات لله تعالى، موجودة على الحقيقة، خلقهم من نور، وجبلهم على عبادته وطاعته.

2- الإيمان بمن علِمنا اسمه منهم كجبريل عليه السلام، ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالا.

3- الإيمان بما علمناه من صفاتهم ومن ذلك:

* أنهم عالم غيبي، مخلوقون عابدون لله تعالى، فليس لهم من صفات الربوبية والألوهية شيء، بل هم عباد الله منقادون تماما لطاعة الله، كما قال سبحانه عنهم: “لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون” (التحريم:6).

* أنهم خلقوا من نور، قال عليه الصلاة والسلام: (خُلقت الملائكة من نور) (رواه مسلم).

* أن لهم أجنحة، فقد أخبر الله تعالى أنه جعل للملائكة أجنحة يتفاوتون في أعدادها، فقال سبحانه: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير” (فاطر:1).

4- الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى ومن ذلك:

* الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم السلام، وهو جبريل عليه السلام.

* الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت وأعوانه.

* الموكلون بحفظ عمل العبد وكتابته سواءً كان خيراً أو شراً، وهم الكرام الكاتبون.

ثمرات الإيمان بالملائكة:

للإيمان بالملائكة ثمرات عظيمة في حياة المؤمن، نذكر منها ما يلي:

1- العلم بعظمة الله وقوته وكمال قدرته، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق، فيزيد المؤمن تقديرا لله وتعظيما له، حيث يخلق الله تعالى من النور ملائكة ذوي أجنحة.

2- الاستقامة على طاعة الله تعالى، فمن آمن بأن الملائكة تكتب أعماله كلها فإن هذا يوجب خوفه من الله تعالى، فلا يعصيه في العلانية ولا في السر.

3- الصبر على طاعة الله، والشعور بالأنس والطمأنينة، عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح أُلوفا من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن.

4- شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث جعل من الملائكة من يقوم بحفظهم وحمايتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر/ دليل المسلم الجديد- فهد بن سالم باهمام- دار سماء الكتب للنشر والتوزيع- الطبعة الثانية، 2011 م.

مواضيع ذات صلة