التوبة .. وماذا بعد التوبة؟

تاريخ النشر الأصلي 2018-10-07 16:28:17.

المسلم بحاجة إلى التوبة والاستغفار في كل مراحل حياته لأن الإنسان يخطئ بطبعه، وكلما أخطأ شرع له أن يستغفر الله ويتوب إليه.

ما شروط التوبة الصحيحة؟

التوبة

إذا تاب الإنسان وأناب فإن الله جل وعلا يغفر الذنوب جميعاً مهما كبرت وتعاظمت.

إن التوبة من الذنوب كلها ومنها الكفر والشرك لا بد أن تجمع شروطاً حتى تقبل وتصح، ومن شروطها:

1- الإقلاع عن المعصية:

فلا تصح التوبة من المعصية مع الاستمرار في فعلها حال التوبة، أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج إلى توبة جديدة وهكذا.

2- الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي:

ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، ولا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: “الندم توبة” (ابن ماجه).

3- العزم على عدم العودة:

فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع إلى الذنب بعد التوبة.

خطوات لتحقيق العزم:

* أن يعاهد نفسه على أن لا يعود إلى ما كان عليه طرفة عين مهما كانت الظروف والعقبات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان) وذكر منها: (وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) (البخاري، مسلم).

* البعد عن الأشخاص والأماكن التي تضعف إيمانه وتسول له المعصية.

* الإكثار من دعاء الله عز وجل بالثبات على دينه حتى الممات بأي صيغة وأي لغة، ومن ذلك ما ورد في القرآن والسنة: “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا” (آل عمران:8).. (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) (رواه الترمذي).

ماذا بعد التوبة؟

إذا تاب الإنسان وأناب فإن الله جل وعلا يغفر الذنوب جميعاً مهما كبرت وتعاظمت، فرحمته سبحانه وسعت كل شيء، كما قال تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم” (الزمر:53).

فيخرج المسلم بعد التوبة الصادقة الصحيحة ولا ذنب عليه، بل إن الله تعالى يكافئ الصادقين المخبتين النادمين حق الندم بمزية عظيمة: فيبدل سيئاتهم حسنات، كما قال سبحانه وتعالى: “إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً” (الفرقان:70).

ومن كانت هذه حاله فحري به صيانة تلك التوبة وبذل الغالي والنفيس حتى لا يقع في حبائل الشيطان المؤدية إلى انتكاسته.

حلاوة الإيمان

من كان حب الله ورسوله أعظم حب لديه، وصار يحب الآخرين بقدر قربهم من الله وصحة دينهم وإسلامهم، وصار يبغض الرجوع لما كان عليه من الكفر والشرك والضلال كما يكره أن يحرق بالنار، فحينها سيجد للإيمان حلاوة ولذة في قلبه بما يجده من الأنس بالله والاطمئنان والسعادة بشرع الله ونعمته عليه بالهداية، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار). (رواه البخاري و مسلم).

______________________________________

المصدر/ دليل المسلم الجديد، فهد بن سالم باهمام، دار سماء الكتب للنشر والتوزيع ط 2، 2001م.

مواضيع ذات صلة