تاريخ النشر الأصلي 2018-02-05 11:03:34.
يُشير مفهوم الزي الشرعي للمرأة في الإسلام إلى الضّوابط التي وضعتها الشّريعة الإسلاميّة، وحدّدتها للباس المرأة، وبما يضمن توافق هذا اللّباس مع غايات الشّريعة وأهدافها، وتحقيق مقصدها في حفظ عورات النّساء وسترها، درءًا للفتنة عن المُجتمع، وحفظًا للمَنظومة الأخلاقيّة فيها.
(مقتطف من المقال)
إعداد/ فريق التحرير
كرّم الإسلام المرأة أيّما تكريم بشريعته العادلة السّمحة، ليُعطي المرأةَ كامل حقوقها، وليسمح لها بالمُشاركة الفاعِلة في أداء كثيرٍ من المهام في المجتمع، وبما لا يَتعارض مع خصائصها النّفسيّة، ومكانتها الاجتماعيّة، وظروفها الخاصّة، وبما يُبقي صورة المرأة في المُجتمع صورةً نقيّة.
ومن مُقتضيات تكريم المرأة في الإسلام أن جعلت الشّريعة الإسلاميّة للباسها ضوابط وحدود؛ فمفهوم الزي الشرعي للمرأة في الإسلام يُشير إلى الضّوابط التي وضعتها الشّريعة الإسلاميّة، وحدّدتها للباس المرأة، وبما يضمن توافق هذا اللّباس مع غايات الشّريعة وأهدافها، وتحقيق مقصدها في حفظ عورات النّساء وسترها، درءًا للفتنة عن المُجتمع، وحفظًا للمَنظومة الأخلاقيّة فيها.
مواصفات وضوابط الزي الشرعي للمرأة
أولا: أن يكون واسعا فضفاضا
والمعنى ألا يكون شفافا خفيفا يصف ويكشف عما تحته من زينة، أو ضيقا مجسِّما ومظهِرا لأجزاء الجسم، ولا شك أن اللباس الضيق لا يحقق غرض الستر؛ لأنه يصف بدن المرأة ويبرز حجمه، فلا يكون في الحقيقة ساترا للبدن ولا حاجبا له عن أنظار الأجانب ولا مانعا من الفتنة.
ثانيا: أن يستوعب جميع جسد المرأة
قال تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا” (الأحزاب:59).
والجلباب هو الرداء الذي يستر البدن من فوق إلى أسفل. يستثنى من الستر الوجه والكفان عند جمهور الفقهاء، ودليلهم ما جاء في حديث عائشة أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: (يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا)، وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ..أخرجه أبو داود وهو صحيح.
ثالثا: ألا يكون مبخراً أو مطيباً
لأن المرأة لا يجوز لها أن تخرج متطيبة أي متعطرة لورود الخبر بالنهي عن ذلك.
رابعا: ألا يكون شبيها بملابس الرجال
فالمعروف أن للرجال ملابس خاصة وللنساء ملابس خاصة أيضا.. فإذا كان الرجل معتادا أن يلبس لباسا معينا، بحيث يعرف أن هذا اللباس هو لباس رجل…فليس للمرأة أن ترتدي مثل هذا اللباس، لأنه يحرم عليها… حيث لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال فلا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجل ولا للرجل أن يتشبه بالمرأة، لأن هذا عدوان على الفطرة… فالله عز وجل خلق الذكر والأنثى، والرجل والمرأة، وميز كلا منهما بتركيب عضوي غير تركيب الآخر، وجعل لكل منهما وظيفة في الحياة، وليس هذا التمييز عبثا، ولكن لحكمة، فلا يجوز أن نخالف هذه الحكمة ونعدو على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ونحاول أن نجعل من أحد الصنفين ما لم يخلق له وما لم يعد له بطبيعته وفطرته.
خامسا: ألا يكون لباس شهرة
وهو ما يقصد به الظهور والاشتهار بين الناس ولفت الأنظار إليها.
سادسا: ألا يكون اللباس زينة في نفسه
وهو ما يحمله الثوب من بهرجة وزينة، وألّا يتضمن شيئًا مضافًا إليه من الحُلي، أو الجواهر، أو الأشكال التي تلفت النّظر إليه، وتحلّيه في أعين الناس فيرغبون في دوام النّظر إليه.
وخلاصة القول.. أن الإسلام لم يحدد نوعا معينا من الثياب، ولم يفرض شكلا أو لونا خاصا.. ولكنه وضع ضوابط واضحة.. على المرأة المسلمة أن تحترمها وتراعيها عند اختيارها لملابسها؛ فالإسلام دين رُقي وجمال.. لكنه أيضا دين حشمة ووقار.. ولا يمكن أن يتعارض الوقار والرقي مع الحشمة إن أحسنت المرأة اختيار ملابسها التي هي عنوان شخصيتها وعلامة التزامها بدين الله تعالى[1].
الهامش:
إضافة المحررة
_____________________________________
المراجع:
- شبكة موضوع
- المجلس الإسلامي للإفتاء
http://www.fatawah.net/Questions/10524.aspx
- إسلام ويب
- الرسالة. نت
http://alresalah.ps/ar/post/31051/20
[1]– إضافة المحررة