كيف آمن هؤلاء؟ جاري ميلر (2) الجزء الثاني

تاريخ النشر الأصلي 2018-01-10 18:22:26.

أستاذٌ للرياضيات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن اسمه/ جاري ميلر.. كندي الأصل.. كان قسيسا يدعو للنصرانية فكان من المبشرين الناشطين جدا في الدعوة إليها وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس.. وبعد أن من الله عليه بالإسلام وقف يخطب في الناس قائلا: (أيها المسلمون، لو أدركتم فضل ما عندكم على ما عند غيركم لحمدتم الله أن أنبتكم من أصلاب مسلمة ورباكم في محاضن المسلمين وأنشأكم على هذا الدين العظيم، إن معنى النبوة.. معنى الوحي.. معنى الألوهية.. الرسالة.. البعث.. الحساب.. كل تلك المعاني –عندكم وعند غيركم- فرق ما بين السماء والأرض).

تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن شغف (جاري ميلر) بالريضيات وتعلقه بالمنطق والتفكير العقلاني، وكيف أنه اهتدى لدين الله بعد قراءاته المتعمقة لكتاب الله تعالى واكتشافه أن هذا الكتاب

يقول جاري ميلر عن القرآن الكريم:

القرآن الكريم

أدرك ميلر أن القرآن الكريم يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم.

واحد من أول الأشياء التي يفترضها بعض الناس هو أن هذا الكتاب القديم، ولأنه جاء من الصحراء، فإنه بالضرورة يتحدث عن الصحراء.. حسنا، فالقرآن يتحدث عن الصحراء في بعض مجازاته اللغوية التي تصف الصحراء؛ ولكنه أيضا يتحدث عن البحر، ولقد صور لنا كيف تكون العاصفة على سطح البحر.

قبل بضع سنوات، وصلتنا قصة من تورنتو (كندا) عن رجل كان بحارا في الأسطول التجاري، ويكسب رزقه من عمله في البحر.

أعطاه أحد المسلمين ترجمة لمعاني القرآن الكريم ليقرأها، ولم يكن هذا البحار يعرف شيئا عن تاريخ الإسلام، لكنه كان مهتما بقراءة القرآن الكريم.

وعندما أنهى قراءته، حمله وعاد به إلى المسلم الذي أهداه إياه، وسأله: محمد هذا.. أكان بحارا؟ فقد كان الرجل مندهشا من تلك الدقة التي يصف بها القرآن العاصفة على سطح البحر.

وعندما جاءه الرد: لا.. فمحمد -صلى الله عليه وسلم- عاش في الصحراء.. كان ذلك كافيا له ليعلن إسلامه على الفور.. لقد كان متأثرا جدا بالوصف القرآني للعاصفة البحرية. لأنه بنفسه كان مرة في خضمها، وكان لذلك يعلم أنه أيا من كان الذي كتب هذا الوصف، فإنه لابد وقد عاش هذه العاصفة بنفسه.

فالوصف الذي جاء في القرآن عن العاصفة لم يكن شيئا يستطيع أن يكتبه أي كاتب من محض خياله.

والموج الذي من فوقه موج من فوقه سحاب لم يكن شيئا يمكن لأحدهم تخيله والكتابة عنه، بل إنه وصف كتبه من يعرف حقا كيف تبدوا العاصفة البحرية.

هذا مثل واحدٌ على أن القرآن ليس مرتبطا بزمان أو مكان. ومن المؤكد أن الإشارات العلمية التي يعبر عنها لا يمكن أن يكون أصلها من الصحراء قبل أربعة عشر قرنا مضت.

كان ما سبق نموذج من تدبر د. جاري ميلر أو (عبد الأحد عمر) لكتاب الله تعالى.. ذلك التدبر الذي حول عالم الرياضيات واللاهوت المسيحي والمبشر السابق إلى داعيا إلى الله تعالى مستخدما كل الوسائل المتاحة من برامج صوتية ومرئية.. ومؤلف للعديد من المقالات والنشرات الإسلامية نذكر منها.. (رد موجز على المسيحية) – (وجهة نظر المسلم) – (القرآن المعجز) – (أُسُس عقيدة المسلم).

________________________________

المصدر: بتصرف عن كتاب عظماء أسلموا، الصادق أحمد عبد الرحمن برير، دار الحضارة للنشر والتوزيع.

مواضيع ذات صلة