تاريخ النشر الأصلي 2018-03-07 14:30:45.
استحب الفقهاء أن يتولى بعض أهل الميت تليين مفاصله، ورد ذراعيه إلى عضديه ثم يمدهما، ويرد أصابع يديه إلى كفيه، ثم يمدهما، ويرد فخذيه إلى بطنه، وساقيه إلى فخذيه ثم يمدهما.
(مقتطف من المقال)
إعداد/ فريق التحرير
للمتوفى في الشريعة الإسلامية طريقة خاصة في تجهيزه وتهيئته لإيصاله إلى مرقده الأخير استعدادا للقاء الله تعالى.
وخطوات تهيئة الميت ثابته لا تتغير إلا في حالات استثنائية سيأتي ذكرها في نهاية السلسلة، فما الذي يتوجب على المسلم فعله إذا تُوفي له قريب.. بدءا من لحظة الوفاة وانتهاءً بدفن المُتوفى وإيداعه القبر؟
أولا: ما الذي يُسن فعله عند استشعار احتضار المريض؟
1- تلقين المحتضَر “لا إله إلا الله” لما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله)، وروى أبو داود – وصححه الحاكم – عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
والتلقين إنما يكون في حالة ما إذا كان لا ينطق بلفظ الشهادة. فإن كان ينطق بها فلا معنى لتلقينه، والتلقين إنما يكون في الحاضر العقل القادر على الكلام، فإنّ شارد اللب لا يمكن تلقينه، والعاجز عن الكلام يردد الشهادة في نفسه، قال العلماء: وينبغي ألا يلح عليه في ذلك.
ولا يقال له: قل لا إله إلا الله خشية أن يضجر، فيتكلم بكلام غير لائق؛ ولكن يقولها بحيث يُسمعه مُعرضاً له، ليفطن له فيقولها، وإذا أتى بالشهادة مرة لا يعاود التلقين، ما لم يتكلم بعدها بكلام آخر، فيعاد التعريض له به ليكون آخر كلامه
وجمهور العلماء على أن المحتضر يقتصر في تلقينه على لا إله إلا الله لظاهر الحديث ويرى جماعة أنه يلقن الشهادتين؛ لأن المقصود تذكر التوحيد وهو يتوقف عليهما.
2-توجيه الميت إلى القبلة، مضطجعاً على شقه الأيمن؛ فقد روى أحمد: أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها استقبلت القبلة ثم توسدت يمينها.
3-قراءة سورة يس، لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي عن مَعْقِل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له وأقرؤوها على موتاكم).
4- إذا تيقن الحاضرون موت المحتضر، تولى أرفق أهله به إغماض عينيه، لقول أم سلمة رضي الله عنها: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) رواه مسلم.
وذكر العلماء أنه يكره أن تغمضه الحائض والنفساء والجنب، ويقول مغمضه: (باسم الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم يسر عليه أمره، وسهل عليه ما بعده، وأسعده بلقائك، واجعل ما خرج إليه خيراً مما خرج منه).
5- أن تُشد لِحَى الميت بعصابة عريضة من أسفل الذقن وتربط من أعلى الرأس، لأنه لو ترك مفتوح العينين والفم.. متى يبرد بقي مفتوحهما فتتغير هيئته، ولا يؤمن دخول الهوام فيه والماء في وقت غسله.
6- استحب الفقهاء أن يتولى بعض أهل الميت تليين مفاصله، ورد ذراعيه إلى عضديه ثم يمدهما، ويرد أصابع يديه إلى كفيه، ثم يمدهما، ويرد فخذيه إلى بطنه، وساقيه إلى فخذيه ثم يمدهما.
7- أن يغطوه ويضعوا بجواره شيئاً طيب الرائحة ليخفي ما عساه أن يخرج منه من روائح كريهة.
8- أن يدعو له بخير، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه) رواه مسلم.
9- ويجوز للحاضرين وغيرهم كشف وجه الميت وتقبيله، والبكاء عليه بكاء خالياً من الصراخ والنواح، فعن جابر رضي الله عنه قال: أصيب أبي يوم أحد فجعلت أبكي، فجعلوا ينهوني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه) متفق عليه.
10- المبادرة بتجهيز الميت متى تحقق موته، فيسرع وليه بإجراءات الغُسل.. وهي ما سنتعرف عليها بشكل مفصل في المقال التالي بمشيئة الله تعالى…
_____________________________________________
المراجع: بتصرف عن
1-إسلام ويب
articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=11139
2- مركز الفتوى
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=14964