كيف يُجهز الميت للقاء ربه.. خطواتٌ مفصلة (2)

تاريخ النشر الأصلي 2018-03-12 11:48:31.

الكافور طيب معروف أبيض يدق ويجعل في آخر غسلة، وفائدته تطييب الميت وطرد الهوام عنه، لما لرائحته من خاصية في ذلك، ولا حرج في استعمال الصابون إن احتيج إليه.

(مقتطف من المقال)

إعداد/ فريق التحرير

الميت

يُدّق السدر ويوضع في إناء فيه ماء، ثم يضربه بيديه حتى يكون له رغوة. وذلك حتى لا يصل شيء من تفل السدر إلى شعر رأسه ولحيته.

للمتوفى في الشريعة الإسلامية طريقة خاصة في تجهيزه وتهيئته لإيصاله إلى مرقده الأخير استعدادا للقاء الله تعالى.

وخطوات تهيئة الميت ثابته لا تتغير إلا في حالات استثنائية سيأتي ذكرها في نهاية السلسلة، فما الذي يتوجب على المسلم فعله إذا تُوفي له قريب.. بدءا من لحظة الوفاة وانتهاءً بدفن المُتوفى وإيداعه القبر؟

ثانيا: خطوات تغسيل الميت وتكفينه…

أ/ أحكام تغسيل الميت

غسل الميت له آداب وأحكام، فمن أراد أن يغسل ميتاً، فإنه يبدأ بستر عورته وجوبا، وهي بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة، وكذلك بالنسبة للمرأة مع المرأة ما بين السرة والركبة.

ثم يجرده من ملابسه، لقول الصحابة حين مات النبي صلى الله عليه وسلم: (هل نجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا) رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم، وصححه الألباني في أحكام الجنائز.

ويستحب أن يستره عن عيون الناس، ويكره لغير من يعين في غسله حضوره، ثم يضعه على سرير الغسل أو مكان مرتفع، ويرفع رأسه إلى قرب جلوسه، ويعصر بطنه برفق، ويكثر صب الماء حينئذ، ثم يلف على يده خرقة فينجيه (أي يغسل مخرجيه)، ولا يحل أن يمس ـ مباشرة بدون حائل ـ عورة من له سبع سنين فأكثر، ويستحب ألا يمس سائر جسده إلا بخرقة، ثم يوضئه ندباً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللاتي غسلن ابنته: (ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها) رواه البخاري ومسلم.

ولا يُدخل الماء في فيه ولا في أنفه، ويدخل إصبعيه مبلولتين بالماء بين شفتيه فيمسح أسنانه، ويدخلهما في منخريه فينظفهما ويكون على إصبعيه خرقة حين ذلك، ثم ينوي غسله ويسمي، ويغسل برغوة السدر رأسه ولحيته فقط (والسدر يُدّق ويوضع في إناء فيه ماء، ثم يضربه بيديه حتى يكون له رغوة. وذلك حتى لا يصل شيء من تفل السدر إلى شعر رأسه ولحيته، فيصعب إخراجه، أما الرغوة فليس فيها تفل).

ثم يغسل شقه الأيمن ثم الأيسر ثم كله ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، حسب ما يقتضيه الحال مع المحافظة على الإيتار لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك) رواه البخاري ومسلم.

ويمر في كل مرة يده على بطنه.

ويجعل في الغسلة الأخيرة كافوراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً، أو شيئاً من الكافور) متفق عليه.

والكافور طيب معروف أبيض يدق ويجعل في آخر غسلة، وفائدته تطييب الميت، وطرد الهوام عنه، لما لرائحته من خاصية في ذلك، ولا حرج في استعمال الصابون إن احتيج إليه.

ومن أهل العلم من قال: يقص شاربه ويقلم أظفاره، ولا يسرح شعره، ثم ينشفه بثوب.

وإن خرج من الميت شيء بعد الغسلات السبع حشي مخرجه بقطن، ثم يغسل المحل و يُوضأ، وإن خرج بعد تكفينه لم يُعد الغسل. والمرأة يضفر شعرها ثلاثة قرون، ويسدل وراءها لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

فائدة: هل يجوز تغسيل الميت بالصابون؟

الجواب: غسل الميت بالماء والصابون في إحدى الغسلات، مشروع، ولكن الأفضل أن يجعل السدر بدل الصابون إن وجد، وأن يكون ذلك في الغسلة الأولى.

الصفات الواجب توفرها في الشخص المُغسل…

الميت

يكفن الرجل في ثلاث لفائف بيض، تجمّر، ثم تبسط بعضها فوق بعض، ويجعل الحنوط فيما بينها.

فقد قال الفقهاء: ينبغي أن يكون الغاسل ثقة أمينا، عارفاً بأحكام الغسل.

ولا يجوز له إذا رأى من الميت شيئاً مما يكره أن يذكره إلا لمصلحة، وإن رأى حسنا من أمارات الخير مثل وضاءة الوجه ونحو ذلك، فيستحب له إظهاره، ليكثر الترحم عليه، والرغبة في الاقتداء به.

وأولى الناس بغسل الميت وصُّيه: أي من يُوصي به الميت ولو وُجد من هو أقرب منه، ثم أبوه ثم جده ثم الأقرب فالأقرب من عصباته. وكذلك الأنثى أولى الناس بها وصيتها ثم القربى فالقربى من نسائها.

ولكل من الزوجين غسل صاحبه، ولرجل وامرأة غسل من له سبع سنين، لأنه لا حكم لعورته.

ب/ أحكام تكفين الميت

السنة أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب بيض، كما كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وإن كفن في ثوب واحد واسع يعمه ويستره كفى، وإن كفن في قميص وإزار ولفافة جاز.

أما المرأة فالأفضل تكفينها في خمسة أثواب: إزار، وخمار، وقميص، ولفافتين، فهذا هو الأفضل كما ذكره أهل العلم، وجاء في ذلك أحاديث تدل عليه، وإن كفنت في أقل من ذلك فلا بأس.

وآلية ذلك أن يكفن الرجل في ثلاث لفائف بيض، تجمّر، ثم تبسط بعضها فوق بعض، ويجعل الحنوط فيما بينها، ثم يوضع الميت عليها مستلقياً، ويجعل شيء من الحنوط في قطن ثم يوضع بين إليتيه، ويشد فوقها خرقة مشقوقة الطرف كالتبان -السروال القصير- تجمع إليتيه ومثانته، ويجعل الباقي على منافذ وجهه، ومواضع سجوده، وإن طيب كله فحسن.

ثم يرد طرف اللفافة العليا على شقه الأيمن، ويرد طرفها الآخر من فوقه، ثم الثانية والثالثة كذلك، ويجعل أكثر الفاضل عند رأسه، ثم يعقده، وتحل في القبر.

وإن كفن في قميص ومئزر ولفافة جاز.. والقدر الواجب هو ثوب يستر جميع الميت. والله أعلم.

_________________________________

المراجع: بتصرف يسير عن

1-إسلام ويب

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=6672

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=204136

2-موقع الإمام بن باز

https://www.binbaz.org.sa/fatawa/2560

مواضيع ذات صلة