تاريخ النشر الأصلي 2014-10-30 16:13:30.
تستحق تجربة الصوم الأول التوقف عندها، ويصبح هذا التوقف أولى وأجدر في حالة المهتدين الجدد إلى الإسلام لمعرفة كيفية استقبالهم لتلك العبادة وهي من أركان الإسلام الخمسة.
بقلم/ محمد ازوين
لا يجد المسلمون صعوبة في صوم شهر رمضان ولا في فهم أسباب فرضه عليهم، لكن لا أحد من المهتدين الجدد قبل إسلامه يتخيل نفسه يقضي يوما كاملا بلا طعام وشراب في ظروف مناخية عادية، ناهيك عن استيعابه للصوم في درجات حرارة تتجاوز الأربعين كما هي الحال في الدوحة هذه الأيام.
وأشار أحد المهتدين الجدد إلى أن أول تجربة صوم في حياة المسلم تعتبر مزيجا من الفرح بالتجربة والخوف من الفشل في تحمل مشقة وتعب الصوم في هذه الأجواء الحارة التي يحتاج فيها الجسم إلى مزيد من السوائل والمشروبات الباردة وليس العكس، مؤكدا أن تجربة الصوم تحتاج إلى الكثير من التأمل.
وفي حديث للجزيرة نت قال محمد الكاميروني “بعد دخولي الإسلام قبل ستة أشهر لفت انتباهي حديث المرشد الديني عن فريضة الصيام التي توجب على المسلم الامتناع عن تناول الطعام والشراب طوال أيام شهر رمضان، وجعلت أستمع إليه في ذهول وهو يشرح واجبات الصيام، وأقول لنفسي هذا مستحيل تطبيقه على أرض الواقع”.
وأشار إلى أن بداية الصوم بالنسبة له كانت صعبة نظرا لظروفه الخاصة التي تجبره كل يوم على قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام بحثا عن فرصة عمل في مختلف الإدارات، إلا أنه كان يسأل نفسه ويقول “ما دام هذا العدد الهائل من المسلمين يستطيعون الصوم في مثل هذه الظروف ويزاول بعضهم أعمالا صعبة فلم لا أكون مثلهم؟”.
وفي السياق نفسه أوضح محمد الحاج محمود الطالب الداعية في مجال التعريف بالإسلام في “مركز عبد الله بن زيد” أن الصعوبات التي تعترض المهتدين الجدد أثناء تجربتهم الأولى لصوم شهر رمضان تقتضي مساعدتهم للثبات على دينهم، فالمسلم العادي تعود على صيام شهر رمضان حتى صار جزءا من حياته، عكس المسلم الجديد الذي يعيش التجربة لأول مرة ويبحث عن عمل، أو يعمل في قطاعات يتطلب العمل فيها بذل مجهود بدني كبير.
ويضيف “هؤلاء الإخوة الجدد أنهم يتعرضون لكثير من الضغوط النفسية والعملية الناتجة عن مواجهة الحياة الجديدة واختبار الإرادة التي تفرض عليهم تحريم الكثير من الأمور التي لم تكن محرمة عليهم، والالتزام بالكثير من الواجبات التي لم تكن واجبة عليهم، وبالتالي هذه التكاليف تشكل عقبة شديدة في طريق المسلم الجديد“.
وأوضح للجزيرة نت أن الصعاب التي تواجه المهتدين الجدد هي التي جعلت “مركز عبد الله بن زيد للتعريف بالإسلام” يعمل على مساعدتهم لتجاوزها، خصوصا ما يتعلق بصوم شهر رمضان، لأن البعض يرى أن مهمته تنتهي عندما يعلن المهتدي الجديد إسلامه ويشهد شهادة الحق، والأمر ليس كذلك.
وخلص محمد الحاج إلى أنه من خلال تجربته الطويلة في هذا المجال واطلاعه على المشاكل التي يتعرض لها المهتدون الجدد فإن أصعب مشاكل يتعرض لها المسلم الجديد تأتي من عائلاته ومجتمعه، و”من باب الشعور إنسانيا ضع نفسك مكان المهتدي الجديد وتصور أن أقرب الناس إليك قد تخلوا عنك، عائلتك، أصدقاؤك، كل من عشت معهم طوال حياتك لم يعودوا يهتمون بك، لهذا لا بد من الإشادة بالدور الكبير الذي يلعبه مركز عبد الله بن زيد والجمعيات الخيرية في مساعدة المهتدين الجدد، خصوصا في شهر رمضان”.
________________
المصدر: الجزيرة نت.