يوم الجمعة.. عيد يتجدد كل أسبوع! (ج1)

إعداد: فريق التحرير

يعتبر يوم الجمعة من الأيّام المباركة عند المسلمين؛ فيوم الجمعة هو اليوم الذي خلق الله فيه آدم وهو اليوم الذي أُدخل فيه الجنّة، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، ولا شكّ في أنّ أهميّة يوم الجمعة كبيرةٌ لما فيه من الخيرات والفضائل، ففي يوم الجمعة ساعة إجابة لا يوافقها عبدٌ مسلم يدعو الله تعالى إلاّ استجيب له، فضلاً عن أن في يوم الجمعة أحد أهمّ الصّلوات عند المسلمين.

ففي الشريعة الإسلامية العديد من الصلوات منها ما هو فرض ومنها ما هو سنة عن رسولنا الكريم، ومن أهمّ الصلوات المفروضة على المسلمين بجميع أنحاء العالم صلاة الجمعة، التي تقام كل جمعة بوسط النهار وقت صلاة الظهر، وتتكون صلاة الجمعة من الخطبة الأولى ومن ثمّ استراحة، وبعدها الخطبة الثانية الذي يلقيها خطيب الجامع المتميّز بالمعرفة الدينية الصحيحة والمدروسة.

وقد ذكر الأمر بصلاة الجمعة صريحا في القرآن الكريم، فقال الله عز وجل في كتابه العظيم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”(الجمعة:9-10)، لذلك وجب ترك البيع والعمل والذهاب للصلاة، أمّا إن كان المسلم مريضا مرضا لا يقوى معه على الحركة، فلا حرج عليه إن لم يذهب.

فضائل وخصائص يوم الجمعة

وليوم الجمعة فضائل وخصائص اختص بها دون غيره من سائر أيام الأسبوع منها:

أولاَ: كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في فجر الجمعة بسورتي: السجدة والإنسان وسبب ذلك أنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها ولأنهما اشتملتا على خلق آدم وذكر الميعاد وحشر العباد وذلك يوم الجمعة.

ثانياً: استحباب كثرة الصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله علية وسلم –في يوم الجمعة وليلتها والدليل على ذلك: قوله عليه الصلاة والسلام ( أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة).

ثالثا: الاغتسال ليوم الجمعة وهو سنة مؤكدة ومن العلماء من أوجبها مطلقاً.

رابعا:  استحباب التطيب وهو أفضل من غيره من أيام الأسبوع .

خامسا: السواك في يوم الجمعة لقوله –صلى الله علية وسلم “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة” وهذا يشمل جميع الصلوات.

سادسا: استحباب التبكير إلى الصلاة والاشتغال بالصلاة النافلة والذكر وقراءة القرآن، حتى يخرج الخطيب للخطبة ووجوب الإنصات للخطبة.

سابعا: قراءة سورة الكهف في يومها.

ثامنا: أن في يوم الجمعة ساعة إجابة ففي الصحيح من حديث أبي هريرة (إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه).

عاشراً: أن في هذا اليوم خطبة الجمعة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده والشهادة له بالوحدانية ولرسوله–صلى الله علية وسلم –بالرسالة وتذكير العباد.

الحادي عشر: أنه يوم عيد يتكرر في الأسبوع.

الثاني عشر: أنه يستحب لبس أحسن وأفضل الثياب التي يقدر الإنسان عليها،  فقد ورد عن رسول الله –صلى الله علية وسلم – أنه قال: (مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ ثُمَّ رَاحَ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى) رواه أحمد في مسنده وهو حسن صحيح.

ومن فضائل صلاة الجمعة:

  • الابتعاد عن الغفلة ومعرفة الحق وكسب الأجر من عند الله عز وجل؛ فمن ترك صلاة الجمعة ثلاث أسابيع متتالية من دون أي عُذر أو سبب طبع الله على قلبه أي جعله غافلا وغير مبصر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك : (مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِه).
  • التقارب بين المسلمين ومعرفة بعضهم البعض بشكل أفضل، فبذلك يساعد الغني الفقير، وتزداد الزيارات الاجتماعيّة بين المسلمين، مما يجعلهم أقوى وأصلب.
  • خروج المصلين مع بعضهم البعض بعد انتهاء صلاة الجمعة له أثر إيجابي في وحدة المسلمين وترابطهم.

فضل النبكير إلى المسجد قبل الصلاة:

من بكّر إلى المسجد يوم الجمعة كانت له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها، قال: –صلى الله عليه وسلم – (من غسّل واغتسل يوم الجمعة وبكّر وابتكر، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير). رواه أحمد

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بُدنة[1]، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشًا، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ويستمعون الذكر). متفق عليه. والبُدنة: هي الناقة. وكل خطوة إلى المسجد فى يوم الجمعة لها أجر حجة وعمرة.

الهامش:

[1] – أي مثل المُبكر للصلاة.. المحافظ على التواجد في المسجد مبكرا كمن أهدى ناقة.

___________________________________________

المراجع:

  • موقع موضوع
  • الإسلام سؤال وجواب
  • بوابة الوفد الإلكترونية
  • موقع صيد الفوائد
  • موقع يالَهُ من دين

مواضيع ذات صلة