تاريخ النشر الأصلي 2018-01-04 15:23:33.
أستاذ للرياضيات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن اسمه/ جاري ميلر.. كندي الأصل.. كان قسيسا يدعو للنصرانية فكان من المبشرين الناشطين جدا في الدعوة إليها وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس.. وبعد أن من الله عليه بالإسلام وقف يخطب في الناس قائلا: (أيها المسلمون، لو أدركتم فضل ما عندكم على ما عند غيركم لحمدتم الله أن أنبتكم من أصلاب مسلمة ورباكم في محاضن المسلمين وأنشأكم على هذا الدين العظيم، إن معنى النبوة.. معنى الوحي.. معنى الألوهية.. الرسالة.. البعث.. الحساب.. كل تلك المعاني –عندكم وعند غيركم- فرق ما بين السماء والأرض).
ثم يضيف قائلا: (لقد جذبني لهذا الدين وضوح العقيدة، ذلك الوضوح الذي لا أجده في عقيدة سواه..).
كان هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير.. لذلك أحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور، في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني، كان يتوقع أن يجد القرآن كتابا قديما مكتوبا منذ 14 قرنا يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك، لكنه ذهل مما وجده فيه، بل واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم.
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. مثل وفاة زوجته خديجة –رضي الله عنها- أو وفاة بناته وأولاده، لكنه لم يجد شيئا من ذلك، بل الذي جعله في حيرة من أمره أنه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة (مريم) وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم!!
ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة –رضي الله عنهما- وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 4 مرات فقط فزادت حيرة الرجل.
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه، ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم (82) في (سورة النساء): “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا” يقول الدكتور ميلر عن هذه الآية: (من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها).
والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا.. يقول أيضا عن هذه الآية: (لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء، ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك: لا يوجد أخطاء، بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد).
أيضا من الآيات التي وقف الدكتور جاري ميلر عندها طويلا هي الآية رقم (30) من (سورة الأنبياء): “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ“.
يقول: (إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص على أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب.. فالرتق هو الشيء المتماسك، في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله.)
القصة التي أبهرت جاري ميلر
ومن القصص التي أبهرت الدكتور جاري ميلر ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لهب.. يقول الدكتور ميلر: (هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة أنه كان يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله.. وقبل عشر سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن اسمها سورة (المسد)، هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلى النار، أي بمعنى آخر أن أبا لهب لن يدخل الإسلام.. وخلال عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبي لهب فعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول: محمد يقول: أني لن أسلم وسوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأُصبح مسلما!! الآن ما رأيكم: هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟.. هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟!
لكن أبا لهب لم يفعل ذلك رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول.. لم يفعل ذلك خلال عشر سنوات كاملة!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام.. عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام في دقيقة واحدة! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم و لكنه وحيٌ ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم…
وللحديث بقية >>>
_____________________________________
المصدر: بتصرف عن كتاب عظماء أسلموا، الصادق أحمد عبد الرحمن برير، دار الحضارة للنشر والتوزيع.