تاريخ النشر الأصلي 2018-09-25 15:23:13.
أتى أليكسندري من ريف الأمازون وهو مكان بعيد جدًا، قطعه في 16 ساعة بالقارب حتى وصل إلى ماناوس عاصمة الأمازون، ومن ماناوس أخذ الطائرة إلى مدينة “ريو دي جانيرو” في مسافة تقطع في 6 ساعات، ومن ريو دي جانيرو أتى إلى مدينة ساو باولو”…
(مقتطف من المقال)
إعداد/ خالد رزق تقي الدين
يقول الشاعر:
وإذا العناية لاحظتك عيونها * نـم فالحــوادث كلهـن أمـان
عناية الله تحصل للعبد إذا توجه إليه بكل قلبه وجوارحه فتصحبه أينما حل وارتحل. في عام 1866م زار الشيخ البغدادي البرازيل قدرا، وخلال وجوده سمع عن سكان البرازيل الأصليين “الهنود الحمر”، وعلم أنهم يعيشون وسط الغابات المتشابكة، وقد التقى الشيخ أثناء وجوده في مدينة (ريو دي جانيرو) بطبيب من أصول إفريقية كان قد عاش فترة من الزمن مع هؤلاء الهنود ودار بينه وبين ذلك الطبيب حديثا، وعلم منه أنه “ليس لهم دين يرجعون إليه بالكلية”.
وهذا الأمر جعل الشيخ البغدادي بصفته عالمًا مسلمًا وداعية إلى الله يفكر في كيفية دعوة “الهنود الحمر” إلى الإسلام، فقال في مخطوطته: “وكم خطر لي الذهاب إليهم لألقي دين الإسلام عليهم فيمنعني المسلمون ويقولون لي إن هذه الأمم لا يقبلون غريبا ولا تعرف لسانهم فربما يبطشون بك فدع ما لا يعنيك لئلا ترى ما لا يرضيك”.
قصة إسلام أليكسندري ماركس
آمال هذا العالم الجليل ودعواته في صلواته لم تذهب سدى، مرت السنين وفوجئنا بوصول رجل من الأمازون يسمى “أليكسندري ماركس” إلى مقر اتحاد المؤسسات الإسلامية وهو في غاية السعادة أنه استطاع أن يصل إلى المكان، وطلب أن يعلن شهادة التوحيد “لاإله إلا الله محمد رسول الله”، حينما نطق بها شعر بفرحة غامرة وحينما سألناه عن قصته قال: ولدت ونشأت داخل الكنيسة الكاثولوكية الرومانية، ومنذ تلقيت المعلومات الأولية في صغري كنت أشعر بفراغ روحي، وتمر بفكري بعض الأسئلة التي لا أجد لها إجابة.
في عام 1998م مرت بمدينتي امرأة تسمى “ماريا دو كارمن” مسلمة، وعن طريقها تعرفت على الإسلام وأعطتني بعض المواد، التي بدأت بعدها أتعمق لمعرفة الحقيقة واكتشاف الإسلام، والقضاء على الفراغ الروحي الذي كنت أشعر به.
“أعتقد أن إرادة الله هي التي ساقتني اليوم إلى هذا المكان، لقد أتيت من ريف الأمازون وهو مكان بعيد جدًا، قطعت مسافة 16 ساعة بالقارب حتى وصلت إلى ماناوس عاصمة الأمازون، ومن ماناوس أخذت الطائرة إلى مدينة “ريو دي جانيرو” مسافة تقطع في 6 ساعات، ومن ريو دي جانيرو أتيت إليكم في مدينة ساو باولو”.
أتيت إلى هذا المكان لأنطق شهادة التوحيد “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله” وحتى أتعلم الأمور الأساسية التي تقربني من الله وكيف أعبده، وأتعرف على وحدانيته بطرق صحيحة بعيدة عن الفلسفات البشرية.
قصة من مئات القصص التي تلقي علينا مزيدًا من المسؤولية لحمل مشعل الهداية لهذه الشعوب المنسية، حتى نحقق وعد الله بأن نوصل نوره لكافة بقاع الأرض، نسأل الله أن يثبته على الدين، وأن يستخدمنا لنصرة دينه ومتابعة سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.