تاريخ النشر الأصلي 2020-04-30 02:21:27.
أ. فيصل الزامل
الزنا قبيح، ومع الاعتذار لما سيأتي من شرح لهذا القبح، فإن النموذج (السائب) الذي يفهمه البعض لحرية المرأة في الغرب تجده للأسف متجسدا في امرأة مسلمة تم تعيينها وزيرة للعدل في فرنسا؛ حيث طالبت بعد أن انكشف حملها من الزنا بإثبات أبوة أحدهم لطفلتها من بين تسعة أشخاص كانت تعاشرهم، وطالبته بسداد مصاريف ابنتها الشهرية بواقع 2,500 يور (2,700 دولار)!
لن نتحدث أكثر عن موضوعها الشخصي، بقدر ما سنتوقف عند النموذج الذي يمتدحه لنا إعلام الضياع، فهذه المرأة كانت في بداياتها فتاة عادية، ذات طموح طبيعي في بناء حياة أسرية، إلا أن إعلام الضياع حرضها على نفسها، وعلى كل شيء يتصل بالعفاف، فبدأت رحلتها مع الضياع بالانفصال عن زوجها، وإقامة علاقات غير مشروعة للوصول إلى ترشيحها لمنصب في فريق الرئيس ساركوزي الانتخابي، وبعد فوزه قام بتعيينها وزيرة للعدل.
وبالنظر إلى دخولها المعترك السياسي فقد تناولت وسائل الإعلام شخصيتها بالتحليل فقالت “هي امرأة انتهازية لا تتردد في اتباع أي وسيلة للوصول إلى أعلى المناصب، بما في ذلك أن تكون عشيقة لساركوزي”.. ومن ينتقد إشارتنا لهذا الكلام عليه أن يتذكر أنها هي التي صرحت أمام المحكمة بوجود علاقات لها مع عدة رجال، وأنها ليست متأكدة من أبوة أي واحد منهم بشكل محدد لابنتها، وبالتالي فإن الإعلام الذي يهاجمها اليوم، هو الذي حرضها بالأمس بقوله “امرأة من أصول مسلمة تخرج عن المألوف”!
العفاف في القرآن
لقد واجه القرآن الكريم موضوع العفة بشكل مباشر بل وجعل الخروج عنه والوقوع في فاحشة الزنا بمرتبة الشرك بالله عز وجل، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتابًا} (الفرقان: 67-71).
من يفعل ذلك (الشرك – جريمة القتل – الزنا) يلق هلاكا، ومهانة وخزيا، خالدا، لا يتوقف إلى الأبد .
(إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا) فهذا لا يحصل على العفو فقط، ولكن (يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) .
التوبة لها وصف (مَتابًا) .. لا رجعة عنها، وإلا فقد هذه الامتيازات.. بالجملة .
الفارق كبير بين العيش في عفة، وكرامة، وبين الامتهان الجسدي للمرأة بمختلف درجاته وصوره، وإذا كان ما ذكرناه هو الأبشع فهناك درجات أخرى تستخدم فيها المرأة للإعلان والترويج السلعي، وتستخدم حتى كمذيعة أخبار وأي مهنة يكون للشكل والجسد فيه تأثير على الناس، كل ذلك امتهان يأباه الطبع السليم لدى أي إنسان (مسلما – مسيحيا – يهوديا) ملتزما بتعاليم دينه، بل وأي إنسان يتحلى بمشاعر الفطرة البشرية السليمة.
* رئيس مجلس إدارة لجنة التعريف بالإسلام.