تاريخ النشر الأصلي 2017-09-25 13:39:57.
تروي أميرة –هكذا أصبح اسمها بعد الإسلام- قصة اعتناقها للإسلام وتقول:
ولدتُ لأبوين مسيحيين في ولاية أركنساس بالولايات المتحدة الأمريكية وتربيت هناك في مزرعة والدي في الريف.. حيث كان يلقي المواعظ في الكنيسة المعمدانية المحلية.
والطائفة المعمدانية طائفة نصرانية مثل الكاثوليك وغيرها ولكن تعاليمهم مختلفة؛ فهم يؤمنون بالثالوث وأن المسيح ابن الله. و كانت القرية التي تربيت فيها يسكنها البيض فقط وجميعهم من النصارى ولم تكن هناك أديان أخرى في نطاق 200 ميل.
ولسنوات لم أتعرف على شخص من خارج قريتنا، وكانت الكنيسة تعلمنا أن الناس سواسية ولكني لم أر هذه التعاليم على أرض الواقع.
ياسمين.. كانت نافذتي الأولى على الإسلام!
كانت أول مرة رأيت فيها مسلما عندما كنت في جامعة أركنساس.. و لابد أن أعترف بأنني ذُهلت في البداية من الملابس الغريبة التي يرتديها المسلمون.. ولم أصدق أن المسلمات يغطين شعورهن!!
ولأنني محبة للاستطلاع انتهزت أول فرصة للتعرف على امرأة مسلمة.. وكانت تلك هي المقابلة التي غيرت مجرى حياتي للأبد ولن أنساها أبدا.
كان اسمها (ياسمين) وهي مولودة في فلسطين، وكنت أجلس لساعات أستمع لحديثها عن بلدها وثقافتها وعاداتها وأصدقائها الذين تحبهم كثيرا.. ولكن ما كانت تحبه أكثر كان دينها الإسلام.. وكانت ياسمين تتمتع بسلام داخلي بصورة لم أر مثلها أبدا في أي إنسان قابلته، وكانت تحدثني عن الأنبياء وعن الرب وأنها لا تعبد إلا الله واحدا لا شريك له وتسميه (الله) وكانت أحاديثها بالنسبة لي مقنعة صادقة وكان يكفي عندي ذلك.. ولكني لم أخبر أهلي عن صديقتي تلك.
وقد فعلت ياسمين كل ما يمكنها القيام به لإقناعي بأن الإسلام هو الدين الحقيقي الوحيد وأنه أيضا أسلوب الحياة الطبيعية، ولكن أهم شيء بالنسبة لها لم يكن هذه الدنيا وإنما الآخرة، وعندما غادرت إلى فلسطين كنا نحس أننا ربما لن نرى بعضنا ثانية، ولذا بكت ورجتني أن أستمر في دراسة الإسلام حتى نتمكن من اللقاء ولكن في الجنة… وكانت قد أسمتني أميرة ولذا أسميت نفسي بهذا الاسم عندما دخلت الإسلام.
وبعد أسبوعين من رجوع ياسمين إلى بلادها اغتالها رصاص الجنود الإسرائيليين خارج منزلها.. فترك هذا الخبر الذي نقله لي أحد أصدقائنا العرب أسوأ الأثر في نفسي.
وخلال فترة دراستي في الكلية قابلت الكثيرين من الأصدقاء من الشرق الأوسط وأصبحت اللغة العربية محببة إلى نفسي حتى غادرت الكلية إلى مجتمعي الصغير وفقدت ائتناسي بوجود المسلمين من حولي واشتد ظمئي للإسلام وللغة العربية.. مما أقلق أسرتي وأصدقائي كثيرا.
وبعد سنوات التقيت من أعتبره مثالا للمسلم الصحيح وبدأت مرة ثانية في طرح الأسئلة عليه، وفي قراءة كل ما أستطيع قراءته حول الدين.. ولشهور وشهور كنت أقرأ وأدعوا الله.
وأخيرا وفي 15 أبريل 1996 اعتنقت الإسلام وكان هناك شيء واحد بالتحديد هو الذي أقنعني بالإسلام وكان هو كل شيء عن الإسلام والذي من أجله لن أترك الإسلام أبدا.. وهو أنني أيقنت أنه (لا إله إلا الله.. وأن محمدا رسول الله).
وعندما لاحظت أسرتي دراستي للإسلام غضبوا وأصبحوا لا يكلمونني إلا فيما ندر، وعندما اعتنقت الإسلام قاطعوني تماما بل حاولوا أن يضعوني في مصحة عقلية لأنهم اقتنعوا أنني مجنونة!!! فكانت جفوة أهلي علي أكبر ضاغط.. وأنا لا أكتب هذه السطور لكسب تعاطف المسلمين ولكنني أسألكم الدعاء بالثبات.
________________________________________
المصدر: بتصرف يسير عن كتاب/ أشهر المسلمات في القرن العشرين
نشرت القصة للمرة الأولى في مجلة الشجرة الطيبة عام 1998، وترجمها الأستاذ/ شيخ طويل الشيخ.